الغزالي

أضف تعليق

الغزالي:
هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي النيسابوري الفقيه الصوفي الشافعي الأشعري الملقب بحجة الإسلام وزين الدين (450 هـ – 505 هـ)، مجدد القرن الخامس الهجري، أحد أهم أعلام عصره وأحد أشهر علماء الدين في التاريخ الإسلامي.
ابتدأ طلبه للعلم في صباه، فأخذ الفقه في طوس، ثم قدم نيسابور ولازم إمام الحرمين الجويني في نيسابور فأخذ عنه جملة من العلوم في الفقه وأصوله وعلم الكلام والمنطق
جلس الإمام الغزالي للإقراء وإرشاد الطلبة وتأليف وأعجب الكل بتدريسه ومناظرته وحضره الأئمة الكبار ، فصار إمام العراق بعد أن حاز إمامة خراسان، وارتفعت درجته في بغداد على الأمراء والوزراء والأكابر وأهل دار الخلافة.


تجربته المعرفية والروحية
بدأ الغزالي في قراءة كتب الفلاسفة وهو في الرابعة والثلاثين من عمره فأخذ فكره يتغير , وحدثت له أزمة روحية كان من نتائجها ان شك في اعتقاداته الموروثة وهذا الشك كان اول دافع له إلى النظر العقلي الحر , شكّ خلالها في الحواس والعقل وفي قدرتهما على تحصيل العلم اليقيني) ودخل في مرحلة من السفسطة الغير منطقية حتى شفاه الله منها بعد مدة شهرين تقريبا، حيث يقول عن نفسه: فلما خطرت لي هذه الخواطر – خواطر الشك في المحسوسات والمعقولات – وانقدحت في النفس، حاولت لذلك علاجاً فلم يتيسر، إذ لم يكن دفعه إلا بالدليل، ولم يمكن نصب دليل إلا من تركيب العلوم الأولية، فإذا لم تكن مسلمة لم يمكن تركيب الدليل. فأعضل هذا الداء، ودام قريباً من شهرين أنا فيهما على مذهب السفسطة بحكم الحال، لا بحكم النطق والمقال، حتى شفى الله تعالى من ذلك المرض، وعادت النفس إلى الصحة والاعتدال، ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقاً بـها على أمن ويقين؛ ولم يكن ذلك بنظم دليل وترتيب كلام، بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف.
ويتابع الغزالي قائلا عن نفسه: ولما شفاني الله من هذا المرض بفضله وسعة جوده، أنحصرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق:
• المتكلمون: وهم يدَّعون أنـهم أهل الرأي والنظر.
• الباطنية: وهم يزعمون أنـهم أصحاب التعليم والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم.
• الفلاسفة: وهم يزعمون أنـهم أهل المنطق والبرهان.
• الصوفية: وهم يدعون أنـهم خواص الحضرة وأهل المشاهدة والمكاشفة.
المتكلمون، ولم يجد ضالّته عندهم
بدأ الغزالي في تحصيل علم الكلام وطالع كتب المحققين منهم، حتى عقله وفهمه حق الفهم ولقد قال الغزالي عن علم الكلام أنه حفظ العقيدة من الشكوك التي تثار حولها والطعون التي توجه إليها. أما أن يخلق علم الكلام عقيدة الإسلام في إنسان نشأ خاليا عنها غير مؤمن بها، فهذا ما لم يحاوله علم الكلام، وما لم يكن في مهمته، وقد قضت عليه مهمته تلك أن يأخذ مقدماته من هؤلاء الطاعنين المشككين ليؤاخذهم بلوازم مسلماتهم، وهي مقدمات واهية ضعيفة قال: وكان أكثر خوضهم (يقصد علم الكلام) في استخراج مناقضات الخصوم ومؤاخذتهم بلوازم مسلماتهم . هذا هو مقصود علم الكلام؛ أما مقصود الغزالي فهو إدراك الحقيقة الدينية إداركا يقينيا عن مكاشفة ودقة ووضوح. لهذا يقول الغزالي مشيرا إلى علم الكلام: فلم يكن الكلام في حقي كافيا، ولا لدائي الذي كنت أشكوه شافيا .
لم يجد الغزالي ضآلته المنشودة في علم الكلام، ورآه غير واف بمقصوده، إذ لم يكن علم الكلام مقنعا للغزالي فظل يبحث عن الحقيقة انتقل إلى الصنف الثاني من طالبين الحقيقة وهم الفلاسفة.
الفلاسفة، وقد انتقدهم
تناول الغزالي بحوث الفلاسفة التي تعرضوا فيها لموضوعات العقيدة، عله يجد لديهم من فنون المحاولات العقلية ما يقطع بصحة ما ذهبوا إليه بشأنها، فوجدهم قد اختلفوا فيها اختلافا كبيرا. سرعان ما أدرك الغزالي أن مزاولة العقل لهذه المهمة إقحام له فيما لا طاقة له به، وأن أسلوب العقل في تفهم الأمور الرياضية، ولا يمكن أن تخضع له المسائل الإلهية. فألف الغزالي في نقدهم وتفنيد آرائهم كتبا أهمها كتاب تهافت الفلاسفة. لذلك خرج الغزالي بهذه النتيجة: فإني رأيتهم أصنافاً، ورأيت علومهم أقساماً؛ وهم على كثرة أصنافهم يلزمهم وصمة الكفر والإلحاد، وإن كان بين القدماء منهم والأقدمين، وبين الأواخر منهم والأوائل، تفاوت عظيم في البعد عن الحق والقرب منه .
فكذلك لم يجد الغزالي ضآلته في الفلسفة ورآها غير جديرة بما يمنحها الناس من ثقة، فإتجه إلى ثالث فرقة من أصناف الباحثين عن الحق وهي الباطنية أو التعليمية.
الباطنية، وقد انتقدهم
في عهد الخليفة العباسي المستظهر برزت فرقة تسمى الباطنية وكانت ترى أنه يجب تأويل القرآن والبحث في باطنه وعدم قبول ظاهره فقد كانوا يؤمنون بالمعاني الباطنة. وإن لهذه الفرقة أفكار ضآلة وملحدة حتى أنها كانت تهدف إلى التشكيك في أركان الشريعة فمثلا يقولون ما الهدف من رمي الحجارة وما الداعي للسعي بين الصفا والمروة؟ إذن كانت فرقة ملحدة تكفيرية خطيرة أحس الخليفة العباسي بخطرها فطلب من الإمام الغزالي أن يؤلف كتاب يقوم فيه بالرد عليهم. فتمعن الغزالي بأفكارهم وتعمق بها وكتب كتاب فضائح الباطنية، فانتقدهم في كتابه وتأثر بكتب من سبقوه في نقد هذه الفرقة.
وأيضا لم يجد الغزالي ضآلته عند الباطنية، ورآهم غارقين في حيرة، فوصل أخيرا عند الصوفية، وعندها ابتدأ اعتزاله عن الناس وسفره.
الصوفية، ووجد ضالّته عندهم
عندما فرغ الغزالي من هذه العلوم، أقبل بهمته على طريق الصوفية، وبما أن طريقتهم إنما تتم بعلم وعمل؛ وكان حاصل علومهم قطع عقبات النفس. والتنـزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بـها إلى تخلية القلب عن غير الله تعالى وتحليته بذكر الله. ابتدأ الغزالي بتحصيل علمهم من مطالعة كتبهم مثل:
وبعد أن اطلع الغزالي على كنه مقاصدهم العلمية، وحصل ما يمكن أن يحصل من طريقهم بالتعلم والسماع. فظهر له أن أخص خواصهم، ما لا يمكن الوصول إليه بالتعلم بل بالذوق والحال وتبدل الصفات. فيقول عن نفسه: فعلمت يقيناً أنـهم أرباب الأحوال، لا أصحاب الأقوال. وأن ما يمكن تحصيله بطريق العلم فقد حصّلته، ولم يبقَ إلا ما لا سبيل إليه بالسماع والتعلم، بل بالذوق والسلوك
عند ذلك لاحظ الغزالي على نفسه انغماسه في العلائق وأنه في تدريسه وتعليمه مقبل على علوم غير مهمة ولا نافعة في طريق الآخرة، ونيته غير خالصة لوجه الله تعالى، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت. فلم أزل يتفكر فيه مدة، يصمم العزم على الخروج من بغداد ومفارقة تلك الأحوال يوماً، ويحل العزم يوماً، ويقدم فيه رجلاً ويؤخر عنه أخرى
ثم دخل الشام، وأقام به قريباً من سنتين لا شغل له إلا العزلة والخلوة؛ والرياضة والمجاهدة، اشتغالاً بتزكية النفس، وتـهذيب الأخلاق، وتصفية القلب لذكر الله تعالى، كما كان يحصله من كتب الصوفية. ثم يتابع الغزالي رحلته وخلوته ويقول عن نفسه: ثم تحركت فيَّ داعية فريضة الحج، والاستمداد من بركات مكة والمدينة. وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من زيارة الخليل صلوات الله وسلامه عليه ؛ فسرت إلى الحجاز.
ودام الغزالي في خلوته مقدار عشر سنين؛ ليصل إلى نتيجة وهي في قوله: إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة، وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق. بل لو جُمع عقل العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلاً. فإن جميع حركاتـهم وسكناتـهم ، مقتبسة من نور مشكاة النبوة؛ وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به
ويعتبر كتاب الإحياء أحد أهم كتبه التي ألفها، وأحد أهم وأشمل الكتب في علم التصوف. حتى أنه قيل عنه: من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء. كما وألف كتابه “المنقذ من الضلال” كتب فيه قصة اعتزاله وعودته.
اتسم منهج الامام الغزالي بعد مسيرته الصوفية بشيء من الوسطية ووقف بآرائه ضد العصبية الدينية والافكار التكفيرية .
عاد الغزالي إذن إلى وطنه طوس لازماً بيته مقبلاً على العبادة ونصح العباد وإرشادهم ودعائهم إلى الله تعالى، والاستعداد للدار الآخرة مرشد الضالين ومفيد الطالبين، وكان معظم تدريسه في التفسير والحديث والتصوف.
بماذا تفيدنا دراسة حياة الغزالي ؟
الغزالي من الفلاسفة الأعلام الذين تم ذكرهم في منهاج السنة الثالثة لفرع الإنسانيات –(كتاب الفلسفة العربية )- وتدرس فلسفة الغزالي في عدة دروس , تتناول العناوين التالية : الحرية الإنسانية (عند الغزالي والمعتزلة ) –الشك واليقين (عند المعري والغزالي ) – السببية عند (الغزالي وابن رشد ) , ولا ننسى ان الفيلسوف الفرنسي الشهير ديكارت قد تأثر بمنهجية الشك عند الغزالي , ودراسة منهجية الغزالي في الشك ليست منهجية عبثية , انما هي منهجية من اجل الوصول الى الحقيقة حسبما يرى الغزالي , ووجدها في تعاليم الصوفية , في حين وجدها ديكارت في الكوجيتو الديكارتي الشهير <<>> . لذا لا بد من ان يكون استاذ الفلسفة على معرفة واسعة بسيرة حياة الغزالي , كما لا بد من ان يعرفها الطلاب ايضا ليتسنى لهم معرفة كيف نشك بشيئ ولماذا وما هي الطريقة الصحيحة التي نتبعها كي لا يكون شكنا شكا عبثيا مفتقرا الى المنهجية والطريقة الصحيحة , ونأمل من هذه الإطلالة المتواضعة على حياة الغزالي ان نكون قد ساهمنا بتسليط الضوء على اهم ما ينبغي ان نعرفه عنه.
إعداد: جورج الحكيّم

تقرير نهائيّة

أضف تعليق

لقد سهل استخدام الانترنت في مادة الفلسفة مشغل مختبر  تحويل الدروس والنصوص والتمارين الفلسفيّة الى معلومات متداولة إلكترونيّا، اذ استطعنا الافادة منها بشكل اكبر. وهذه عمليّة مشاركة ايجابية في تبادل النصوص والدروس والتمارين والمنهجيات المناسبة على المستوى الوطني والاقليمي والدولي. اذ يتم التواصل سريعا بين المهتمّين بتعليم الفلسفة وتحميل المستجدات وتنزيلها من صور ومستندات ونصوص ومعلومات،

ووضعها في متناول الجميع دون تفريق وتمييز، ومن دون المساس  بجوهر الفلسفة.

المزيد

سيغموند فريد

أضف تعليق

سيغموند فريد Sigmund Freud ( 1856ـ 1939)
ولد سيغموند فريد في 6 أيار مايو من عام 1856في مدينة فريبورغ، من أصل يهودي، و عاش في فينا من سنته الرابعة، ثم درس الطب و علم الأحياء. و تابع دراسته بالعلوم. تعمّق بدراسة الخلايا العصبية بالمجهر مما زرع به حب العلوم التي تدور حول الوظيفة العصبية و النفسية.
بدأ منذ عام 1886 بإعداد نظريات التحليل النفساني بعد أن رفض طريقة التنويم المغناطيسي معتمداً على التداعيات الكلامية الحرة وتأويل الأحلام وزلات اللسان والأفعال الناقصة . و أعطى أهمية للجنسانية (النشاط و الوظيفة الجنسية) و ربطها بولادة العصاب النفسي و اقترح إمكانيات لحله. تتركز اكتشافات فرويد على عدة محاور أهمها أن الحياة الجنسية لا تبدأ عند البلوغ، بل تتظاهر باكرا منذ الولادة، إذاً يعود الفضل في ولادة نظرية التحليل النفسي الى الطبيب النمساوي المشهور سيغموند فرويد وتؤسس هذه النظرية لرؤية شاملة متكاملة في مجال التربية والعمل التربوي تتضمن برنامج عمل يوجه سلوك المربيين والمعلمين والمفكرين في كثير من جوانب حياتهم السلوكية والتربوية .

المزيد

تعليم فنّ النقد والتساؤل في الدرس الفلسفي

أضف تعليق

       

                 اسم المقرر : تعليم مادة الاختصاص ( 1 )

                                  بحث في

                 ( تعليم فنّ النقد والتساؤل في الدرس الفلسفي )

                     إعداد الطالبين : إيمان زكريا – الياس ياسين

 

المقدمة

لا تكتفي الفلسفة بالإجابة أو التفسير فقط , بل بالنقد الدائم لكل التفسيرات والأجوبة حتى لأجوبتها نفسها .فالنقد هو مهمة الفلسفة بامتياز ,وهو من صميم العمل الفلسفي , “وهو ليس نقداً في سبيل النقد أو الهدم بل نقد في ما يمكن أن يشك فيه , نقد في سبيل معرفة أفضل “1 .

 

ولما كان الأمر كذلك فإننا وتماشيا مع أهداف تدريس الفلسفة وفق المعايير التربوية ( الأونيسكو )2 , والتي تعتبر أن أهم أهداف تدريس الفلسفة تكمن في ما يلي :

–         إن التفكير الفلسفي مسؤول عن إثارة الشعور بالمسائل الرئيسية للعلم والثقافة , ثم توجيه السلوك كرد فعل شخصي وحر على القيم وعلى شؤوط الوجود الإنساني .

–         تعمل الفلسفة على تطوير الفكر النقدي والموضوعي في مقاربة مختلف القضايا الفكرية والفلسفية لتجاوز الإمتثالية والتجزيئية  والاختزالية .

–         الغاية من تعليمها والتي تكمن في إيقاظ الحشرية الفلسفية من خلال ممارسة السؤال الفلسفي وما ينتج عنه من تفكير حر وخلّاق .

تعتبر القدرة على الأشكلة أحد الأهداف النواتية الأساسية التي يسعى تعليم الفلسفة إلى تحقيقها عند المتعلمين , وتسعى المنهجية الجديدة المطبقة حاليا في لبنان إلى اظهار اهمية الاشكلة في الفلسفة ,بحيث يتردد دائما في الامتحانات الرسمية سؤال حول صياغة اشكالية . وسنحاول في هذا البحث اظهار اهمية الاشكلة وكيفية تدريب التلاميذ على صياغتها سواء في النص او في الموضوع الفلسفي مع تقديم تمارين مساعدة على ذلك . 

المزيد

إيمان زكريّا

أضف تعليق

النشاط الرابع : تقرير نهائي حول مقرر مشغل مختبر

 

 

في البداية لا بد من تقديم الشكر والتنويه بجهود الدكتور سمير زيدان في مقرر مشغل مختبر وبفضله الكبير في حثنا على استخدام الانترنت وملاحقة المواقع الالكترونية التي تخدم تعليم الفلسفة بمختلف جوانبها, ( التفكير – النقد – المحاججة – المساءلة – الأشكلة – التحليل – الكتابة الفلسفية – معالجة موضوع فلسفي – تحليل النص الفلسفي )  لجهة الاطلاع على تجارب الدول التي تهتم بتعليم الفلسفة ونخص بالذكر : التجربة المغربية – التجربة الفرنسية – التجربة التونسية –

ان أهم ما ميز هذا المقرر , أنه فسح لنا المجال لتبادل الخبرات والتجارب التعليمية فيما بيننا ما يسهم في تحسين وتطوير آدائنا التعليمي , وهذا ما لمسناه في عملنا حيث عدلنا الكثير في طريقة تحضيرنا للدروس , مستفيدين من تجارب بعضنا البعض ,ومن المناقشات والمشاورات التي أجريناها أثناء عملنا في حصة المشغل وبإشراف مباشر من الدكتور سمير زيدان , الذي كان يدير هذه المناقشات . ومستفيدين أيضاً من خبرات أساتذة الفلسفة على المواقع الالكترونية , فمثلا فيما يخص الإنشاء الفلسفي (الكتابة الفلسفية , أو منهجية الكتابة الفلسفية ) فقد تبين لنا الكثير من النقاط المهمة الواجب اتباعها في هذا المجال , يقدم لنا ميشال توزي (موقع الشبكة الفرنسية ) اقتراحا هادفا وموجها في تعليم الكتابة الفلسفية حيث  يقول  عن أهمية الكتابة في تعليم الفلسفة : ((إن النص هو الأثر الذي يتم من خلاله نقل تراثنا الفكري، ويضيف أن المناقشة هي التمرين الذي يتعلم المتعلم من خلاله التفكير الذاتي. والكتابة الفلسفية ضرورية لدقة الفكر المشتغل بلغة وعلى لغة طبيعية)).

كما بينت لنا المناقشات والمشاورات الثنائية والجماعية أنه لا بد من مهارات يجب تعليمها لطلابنا ليتمكنوا من كتابة نص فلسفي (وليس إنشائي كما نلاحظ غالبية طلابنا يفعلون ذلك ) ونذكر من هذه المهارات :

مهارة التدريب على تحليل نص فلسفي:

مهارة القراءة الفلسفية الهادفة والمعمقة

مهارة التفكير ومساءلة النص

مهارة بناء الإشكالية

مهارة التحليل

مهارة المحاججة والمساءلة

مهارة النقد وتقديم الحجج المناقضة

وأخيرا رهانات النص أو على ماذا يراهن صاحب النص

هذا فيما يتعلق بمنهجية الكتابة الفلسفية , أما فيما يتعلق بتحضير الدروس أو الحصص التعليمية , فكان له نصيب لا بأس به في المقرر , فلقد قمنا بإعادة تحضير حصة تعليمية ( عمل ثنائي مع إشراف أستاذ المقرر) وكان أثر المشغل باديا من خلال التعديل الذي قمنا به ولمسنا فرق العمل قبل وبعد .

إضافة إلى ذلك قد تسنى لنا الاطلاع على أبرز الطرائق المعتمدة في تدريس  (تعليم ) الفلسفة , ففي المغرب وفي فرنسا وجدنا أنهم يعتمدون طريقة التدريس بالنصوص وهي طريقة بدت لنا فعالة ونأمل أن نستفيد منها قدر الإمكان علها تحسن من واقع تعليم الفلسفة في لبنان حيث يعتمد طريقة المفاهيم وحتى الآن لم تثبت نجاحا وانعكاسا ايجابيا على طلابنا

كما واطلعنا على موقع مهم على الشبكة المغربية وهو موقع الدكتورة سلمى في تعليم الفلسفة , وهو موقع غني جدا , يتناول مختلف الجوانب التي تتعلق بتدريس الفلسفة : تحليل نصوص – معالجة مواضيع – سؤال المنهجية في الدرس الفلسفي – تمارين فلسفية – مصطلحات فلسفية – كما يسلط الضوء على العديد من الأطروحات التي تخص الفلاسفة المهمين في تعليم الفلسفة : كابن رشد واسبينوزا وديكارت وكانط وهيسرل وغيرهم كثيرين …..    

كما وبين لنا هذا المقرر اهمية ودور الانترنت في تطوير وتحسين سير عملية تعليم الفلسفة باطلالتنا على اهم المواقع البارزة في تعليم الفلسفة , ما غير من نظرتنا إلى الانترنت بأنها لا تجدي نفعا ومعلوماتها غير صحيحة وغير موثوقة .

والعمل الجميل والمفيد الذي قمنا به أيضا في هذا المقرر هو تجربة انشاء المدونة الالكترونية _ ما لم نقم به من قبل ولم نفكر فيه حتى _ فأهمية هذا العمل تكمن في اكتسابنا لتقنيات استخدام الانترنت إضافة إلى أهميته التعليمية حيث فسح لنا المجال لنشر الأبحاث المهمة والممتازة , واطلاعنا على المدونات الأخرى التي أنشأها زملاؤنا وتبادل الخبرات فيما بيننا من خلال التحميل لأهم الأعمال التي قمنا بها خلال السنة , منها ما يتناول الأبحاث الخاصة بتعليم الفلسفة : بحث الاشكالية في الدرس الفلسفي – بحث الحجاج – بحث المفاهيم – بحث الكتابة الفلسفية ……ومنها ما يتناول منهج تعليم الفلسفة إضافة إلى أبحاث وأنشطة أخرى في بقية المقررات ,: تقويم خاص – تقويم عام , ولا شك أن متابعتنا لهذه الأبحاث ودرسها ومناقشتها ستحسن وتطور تعليمنا لمادة الفلسفة وستزيد معارفنا وتكسبنا مهارات جديدة في هذا المجال (وهذا هو الهدف النهائي والأخير المرتجى من المقرر.  

وأخيرا نعود ونجدد الشكر لأستاذنا الفاضل الدكتور سمير زيدان الذي أغنانا بالكثير في هذا المقرر , وكنا نود لو توفر لنا الغرفة المناسبة الخاصة بمقرر المشغل والوقت الأكثر للاستزادة من المعلومات والمعارف ما يهيؤنا أكثر للتوجه إلى طلابنا وتأدية ما هو مطلوب منا في مجال تعليم الفلسفة , تزويد طلابنا بالمعارف والمهارات والكفايات لإعدادهم ليكونوا فعلا مواطنين صالحين وأفراد أحرار قادرين على التفكير والنقد الهادف والبناء والحوار المتبادل بدون تبعية واستلاب لحريتهم الفكرية , مستخدمين عقولهم وأدمغتهم وحريتهم للسير بالوطن نحو الأفضل , ومنفتحين على كافة الثقافات , ومتقبلين للآخر , وهذا واجب وإلزام وأمانة حملتنا إياه هذه السنة الجامعية بما فيها من سيئات وايجابيات ……   

 

جورج الحكيّم ـ إسراء بحمد

أضف تعليق

مناقشة وحوار حول الحصّة التعلميّة ومضمونها:

هذه الدرس حضّر للصف الثالث ثانوي فرع العلوم العامّة، علوم الحياة، واجتماع واقتصاد. وبعد مناقشته خلال عمل ثنائي (بين إسراء بحمد وجورج الحكيّم)، تمّ تعديل والغاء بعض الخطوات واضافة البعض الاخر.

من أساسيات ميلاد درس فلسفي، توفر شرط التحضير الكلي باعتباره يمثل لحظة الإعداد القبلي خارج الفصل.

 ودرس الفلسفة يمتلك خصائص ومقومات ذاتية على مستوى الإعداد والإنجاز، يجعل منه درسا متميزا لا يشبه دروس المواد التعليمية الأخرى، إنه يراهن في نهاية المطاف على إمكانية تأسيس علاقة إيجابية وحميمية بين التلميذ كمركز لعملية التعليم، وبين الفلسفة كإنتاج نظري عام للاشتغال وكمادة مدرسية أيضا.. ومن ثم يمكن القول إن درس الفلسفة يتأسس على مرحلتين مترابطتين ومتكاملتين: مرحلة التحضير والإعداد خارج الفصل، ومرحلة الإنجاز داخل الفصل.
تشكل مرحلة الإنجاز المجال الفعلي للاشتغال والتشغيل، وهي تقوم على مجموعة من العمليات والنشاطات والإجراءات التي تهدف إلى التقعيد والبناء الإجرائيين لمرحلة التحضير والإعداد، ومن هنا تتسم بالنسبية والخصوصية والذاتية، تتحكم فيها متغيرات الفاعلين التربويين ( المدرس والتلميذ) وضمان فعاليتها ونجاعتها يشترط على الخصوص تحضيرا كليا للدرس.

المزيد

خديجة عثمان

أضف تعليق

 إن التقدم الذي حدث في تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات لا يوازيه أي تطور في أي مجال آخر . إلا أن خبرتي ومعرفتي بالتكنولوجيا كانت ضيئلة إلى أحد أنني لم اكن أعرف مدى إيجابية التكنولوجيا من نشر المعلومات والمعارف  في اي مجال من مجالات التعليم وعلى ذلك غموض مادة ” مشغل محنير ” لدي ، حيث تساءلت في بادئ الأمر عن الهدف من وضع هذه المادة في هذا الفصل وتحت عنوان ” مشغل مختبر ” . فمن حيث المعنى اللغوى لهذه المصطلحات فإن هذه المادة لا تخدم تعليم مادة الفلسفة بل بالعكس إنها من اختصاص العلوم الأخرى لأن معنى مشغل كما أعرف تعني مكان للعمل ، للصناعة … ومختبر أي مكان إجراء إختبارات وفحص لمادة معينة وهذه أيضاً متعلق بعلوم أخرى كالكيمياء ….

المزيد

إسراء بحمد

أضف تعليق

هي مهنة يقع على عاتقها تربية النشئ والأجيال، بها تصقل القدرات والمواهب، وبها ننهض بالشعوب من مستنقعات الجهل والظلام والعبودية، إلى نور العلم والتفكير وامتلاك القرار، واتخاذ المواقف. هي مهنة مقدسة، ورسالة سماوية، تتخذ من التربية مداداً، ومن العلم سلاحاً… ألا وهي التعليم. لذلك ينبغي لمن أراد التعليم مهنة له ان يعرف قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه وكاهله، وأنّ هذا الوسام الذي أُنيط به، فيه الكثير من المعاني والدلالات، أوّلها حب المهنة، وثانيها وفرة العطاء المستمر الذي لا ينضب مهما دارت الأيّام، بل يزداد غزارةً وإنتاجاً، في سبيل النهوض بأمتنا، والسير بها قدماً نحو الرقي والتقدّم.

المزيد

الوضعية المشكلة/درس الذكاء

أضف تعليق

 

-بطاقة تحضير حصة تعلمية  (درس الذكاء)ـ   اعداد  ومناقشة : ايمان زكريا – جيزيل ريشا – اشراف : د. سمير زيدان – مقرر : مشغل مختبر –نشاط -3-           

ـ المرحلة الثانوية –   علوم عامة – علوم حياة – اجتماع واقتصاد

– المجال التعلّمي    الوضعية – المشكلة / الإشكالية – في الدّرس الفلسفي

 

 

–          الكفاية المحورية:  العمل على بناء ذكاء المتعلم بطريقة تتوازن عبرها الأبعاد المعرفية والقيمية والعملية وتتكامل

 

الأهداف

بلغة الكفايات

 

 اهداف الدرس: 

–           يتعرّف الطالب في نهاية هذا الدّرس الى مفهوم الذكاء والى ان ثمة مهارات يتشكل منها الذكاء وهي تعين بالتالي نوعه ومستواه

–          يصبح قادرا على التمييز ما بين الذكاء والغريزة والعادة

–          يتعرّف الى خصائص الذكاء الحيواني والى قياس هذا الذكاء

–          في نهاية هذا الدرس يكون التلميد قد تبين طرائق التفكير الفلسفي في مقاربة موضوع الذكاء

 

اهداف اجرائية :

 

 

 

 

 

المصادر و المراجع

( قصد المطالعة )

 

 

 

 

الربط الممكن بين جانب من الدرس النظري          و الدروس التطبيقية

( أنشطة المادة )

 

 

 

–          اان يجيب المتعلم على الاسئلة التي يطرحها المعلّم أثناء شرح الدرس

ان يقوم باكتشاف حلول للمشكلات الفلسفية التي يتم طرحها اثناء الشرح

ان يقوم بمقارنة شفهيّة ما بين الذكاء والغريزة

ان يقرأ نصا فلسفيا عن الذكاء، وأن يستخرج منه الاشكاليّة

الكتاب المدرسي الرسمي للمادة و كتاب نصوص فلسفية مختارة
Ø كتاب فلسفي مأخوذ من المنهج الفرنسي”LA DISSERTATION EN PHILO – BAC”

 

 

*  يبدأ الدرس بمقدمة تكشف عن قدرة لدى الإنسان والحيوان تمكنهما من استخدام بعض المهارات من أجل تذليل صعوبات ومشكلات، بهدف التكيف مع الواقع الجديد. وتطرح المقدمة رأيا بأن هذة القدرة على استخدام المهارات هي نوع من الذكاء. (5 د.)

المزيد

درس الذكاء

أضف تعليق

تحضير درس الذكاء                                          إعداد: إسراء بحمد – جورج الحكيّم

الصف الثالث ثانوي             

v    الأهداف العامة

  • ممارسة السؤال الفلسفي وما ينتج عنه من تفكير حرّ وخلاّق.
  • تطوير الفكر النقدي والموضوعي في مقاربة مختلف القضايا الفكرية والفلسفية لتجاوز الإمتثالية والتجزيئية والإختزالية.
  • تطوير إستعدادات المتعلّم ومداركه بما يخدم تعزيز إستقلاليته الفكرية والمسلكية وحضوره الإيجابي والفاعل.

v    الأهداف الإجرائية

  • أن يقارن المتعلّم بين مواقف متناقضة في مسألة واحدة.
  • أن يرصد ويصيغ إشكالية من قول فلسفي صغير.
  • أن يستخرج الحجج الفلسفية من مقطع معيّن.
  • أن يستخرج المفاهيم من نص فلسفي.

المزيد

Older Entries